فصل: القسم الثالث: أهل الصلاح:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التعريف بالمصطلح الشريف



.القسم الثالث: أهل الصلاح:

وهؤلاء ما يخرج بهم عن (المجلس السامي الشيخي) أو (المجلس السامي الشيخ) أو (مجلس حضرة الشيخ) أو (الشيخ). ويستوون في الألقاب المفردة؛ وأما المركبة فيتفاوتون فيها بحسب أحوالهم، فيزاد بعض وينقص آخرون.

.الرسوم في الكتب إلى أمراء العربان:

اعلم أن المكاتبين من العربان بديار مصر وبرقة واليمن والحجاز والشام والعراق والبحرين أمم لا يقدر فيهم على الاستيعاب، وإنما نذكر جملا كافية دالة فنقول:
أما العرب بمصر في الوجهين القبلي والبحري فجماعات كثيرة وشعوب وقبائل لكنهم على سعة أموالهم واتساع نطق جماعاتهم ليسوا عند السلطان في الذروة ولا السنام، إذ كانوا أهل حاضرة وزرع، ليس منهم من ينجد ولايتهم، ولا يعرق ولا يشئم، ولا يخرجون عن حدود الجدران، وعلى كل حال (فالمندل العرف في أرجائه حطب).
وأنبههم أمراء عرب البحيرة، وهم أشبه القوم بالتخلق بخلائق العرب في الحل والترحال، يغربون إلى القيروان وقابس، ويفدون على الحضرة السلطانية وفود أمثالهم من أمراء العرب. والإمرة فيهم لمحمد بن أبي سليمان وقائد بن مقدم.
ورسم المكاتبة إلى كل منهما: (صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري) والعلامة السلطانية: أخوه. - وأما من دونهما فنجم بن هجل شيخ عائذ بالشرقية.
ورسم المكاتبة إليه: (هذه المكاتبة إلى مجلس السامي الأمير).
وناصر الدين عمر بن فضل بالصعيد. ورسم المكاتبة إليه مثل نجم.
وشيخ الحداربة سمرة بن مالك، وهو ذو عدد جم وشوكة منكية، يغزو الحبشة وأمم السودان، ويأتي بالنهاب والسبايا، وله أثر محمود، وفعل مأثور. وفد على السلطان وأكرم مثواه، وعقد له لواء وشرف بالتشريف وقلد ذلك، وكتب إلى ولاة الوجه القبلي عن آخرهم وسائر العربان بمساعدته ومعاضدته، والركوب للغزو معه متى أراد. وكتب له منشور بما يفتح من البلاد، وتقليد بإمرة العربان القبلية مما يلي قوص إلى حيث تصل غايته، وتركز رايته.
ورسم المكاتبة إليه: (السامي الأمير) كمن تقدم.
وأما عرب برقة فلم يبق فيهم من إلا جعفر بن عمر، وكان لا يزال بين طاعة وعصيان، ومخاشنة وليان، وكانت أمراء عرب البحيرة تغري به، وتغير خاطر السلطان عليه، والجيوش في كل وقت تنهد إليه، وقل أن ظفرت منه بطائل أو رجعت بمغنم، وإن أصابته نوبة من الدهر. وآخر أمره أن ركب طريق ألواح حتى خرج من الفيوم وطرق باب السلطان لائذا بالعفو، ووصل ولم يسبق به خبر ولم يعلم السلطان به حتى استأذن المستأذن له عليه وهو في جملة الوقوف بالباب، فأكرم أتم الكرامة، وشرف بأجل التشاريف وأقام مدة في قرى الإحسان وإحسان القرى، وأهله لا يعلمون بما جرى، ولا يعرفون اين يمم ولا أي جهة نحا، حتى أتتهم وافدات البشائر، وجاءتهم منه ليتحققوا صحة خبره الأمائر، وقال له السلطان: لأي شيء ما أعلمت أهلك بقصدك إلينا؟ فقال: خفت أن يقولوا: يفتك بك السلطان، فاتثبط. فاستحسن قوله، وأفاض عليه طوله. ثم أعيد إلى أهله، فانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء، ولا رثى له صاحب، ولا شمت به عدو.
ورسم المكاتبة إليه: (السامي الأمير) مثل الأول.
وأما اليمن فقد كانت كتب أمراء الأشراف وردت على حضرة السلطان، ولا يحضرني الآن أسماؤهم، وإنما كتب إليهم نسبة هذه المكاتبة إلا المنسوب إلى قربى الإمام فكتب إليهم بـ (السامي) بالياء؛ وأما الإمام فقد تقدم ذكره.
وممن يكاتب من عرب اليمن: الدواسر وزبيد. كان ذلك إلى رجال منهم بسبب خيل تسمى للسلطان عندهم، وكنا نكتب إليهم على قدر ما يظهر لنا بالاستخبار عن مكانة الرجل منهم. وكلها ما بين (المجلس السامي الأمير) وما بين (مجلس الأمير) ليس إلا.
وأما الحجاز فعربانه على قسمين: قسم منهم أهل الدربين المصري والشامي؛ وليس فيهم من هو في عير ولا نفير، ولا يحل في ذروة ولا غارب. وأجل من فيهم إذا كتب له (مجلس الأمير) كان كمن سور وطوق، لا بل طيلس وتوج. وأما أمراؤه السراة فشيوخ لأم وخالد والمنتفق وعائذ الحجاز؛ وهؤلاء من كان منهم المشار إليه كتب إليه: (صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري)؛ والعلامة الشريفة إليه (أخوه). ثم من يليهم (بالسامي) بغير ياء ثم الأعيان من بقيتهم (مجلس الأمير).
وأما عربان الشام فهم جل القوم وعين الناس، ولا عناية للملوك إلا بهم، ولا مبالاة بغيرهم. ورأس الكل آل فضل، وآل مراء، وآل علي وهم من آل فضل. وفضل ومراء أخوان، وهما من سلسلة من طييء وهم يزعمون أنهم من ولد علي بن جعفر بن يحيى البرمكي من العباسة بنت المهدي؛ ولو اقتصروا على عددهم في طييء كان أبذخ لشرفهم وأقوم لفخارهم، إذ لا تعدل العرب بفارس. وأما جماعتهم فمن أشتات العرب على اختلاف الشعوب والقبائل مستخدمون معهم أو منضمون إليهم.
أ- والبدأة بآل فضل، إذ كانوا في نحر العدو، ولهم العديد الأكثر، ولهم المال الأوفر. وآل علي منهم، وإنما نزلوا غوطة دمشق حيث صارت الإمرة إلى عيسى بن مهنا. وبقي عيسى بن مهنا جار الفرات في تلابيب التتار، ولهذا يضاعف إكرامهم، وتوفر لهم الإقطاعات، وتسنى العطايا. وقد صاروا الآن أهل بيتين: بيت مهنا بن عيسى وهو المعبر عنه بأمير آل فضل وبيت فضل بن عيسى. وتقسمت بقية بني عيسى على قسمين مع أهل كل بيت منهما قسم.
والمكاتبة إلى الأمير منهم: (أدام الله نعمة المجلس العالي، الأميري) بألقاب جليلة معظمة مفخمة.
وأما من هو نظيره أو مدانيه وعدته الإمرة، فرسم المكاتبة إليه:
(صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس العالي)، ومن دونه (السامي الأميري). وكل هؤلاء لهم العلامة الشريفة (أخوه). فمن دون هؤلاء (السامي الأمير). والعلامة الشريفة: الاسم الشريف.
ب- وأما أمير آل علي فرسم المكاتبة إليه: (صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري) والعلامة الشريفة (أخوه).
ج- وكذلك أمير آل مراء، ومنازلهم بلاد حوران. ومن دون هؤلاء من أقاربهم لأعيانهم (السامي الأمير)، ولمن دونهم من الصغار (مجلس الأمير)، فهؤلاء الأمراء المنظور إليهم بالإجلال الموفر لهم حظ الإقبال.
د- ودون هؤلاء بنو عقبة. ورسم المكاتبة إلى أميرهم مثل أمير آل مراء، وكذلك رسم المكاتبة إلى أقربائه كأقرباء أولئك.
هـ- وأما بنو مهدي، ومنازلهم البلقاء من مضافات دمشق ونسبهم في عدوة، فإمرتهم في أربعة، رسم المكاتبة إلى كل منهم: (مجلس الأمير).
ووكذلك عرب غزة فإمرتهم آل فضل بن حجي ورسم المكاتبة إليه: (مجلس الامير).
وأما العرب الذين بالحفار وهي منازل الرمل فلا يؤبه إليهم، ولا يعبأ بهم.
ز- أما بقية عرب الشام نحو زبيد المرج، وزبيد حوران، وخالد حمص، والمشارقة، وغزية إذا أطاعوا، وزبيد الأحلاف فأجل كبرائهم وأشياخهم من يكتب له (مجلس الأمير) وهؤلاء جملة عرب الشام.
وأما عرب العراق: وهم عبادة وخفاجة؛ ومن بني عبادة بنو عز، وهم جماعة فأجل من يكتب إليه منهم رسمه: (هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأمير).
وأما عرب البحرين: فمنهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار، يجلبون جياد الخيل وكرام المهاري واللؤلؤ وأمتعة من أمتعة العراق والهند، ويرجعون بأنواع الحباء والإنعام والقماش والسكر وغير ذلك، ويكتب لهم بالمسامحة فيردون ويصدرون. وبلادهم بلا زرع وضرع، وبر وبحر، ولهم متاجر مربحة، وواصلهم إلى الهند لا ينقطع، وبلادهم ما بين العراق والحجاز، ولهم قصور مبنية، وآكام علية، وريف غير متسع، إلى ما لهم من النعم والماشية، والحاشية والغاشية؛ وإنما الكلمة قد صارت بينهم شتى والجماعة مفترقة.
ورسم المكاتبة إلى كبرائهم: (بالسامي) بالياء. والعلامة الشريفة (أخوه). ثم ما دون لك لمن دونهم. فاعلم ذلكن فهؤلاء جملة العربان المكاتبين.

.وأما المطلقات:

فأقسامها لا تخرج عن ثمانية أنواع: إلى الوجه القبلي؛ وإلى الوجه البحري، وإلى عامة الديار المصرية، وغلى بعض البلاد الشامية، وإلى كل البلاد الشامية، وإلى بعض أولياء الدولة كالأمراء بدمشق أو حلب، وإلى قبائل العرب أو التركمان أو الأكراد أو بعضهم.
فهذه جملة ما يكتب فيها المطلقات.
والمطلقات على ضربين:
الأول: المطلقات المكبرة؛ وهي ما يكتب إلى سائر النواب بالمماليك الشريفة، خلا سيس فإنها مستنجدة. غير أنه إن رسم بإضافته إليهم فيحتاج إلى تحرير الحال في أمره: هل يكتب له بعد نائب طرابلس أو بعد نائب صفد؟ ولا يمكن أن يكون بعد مقدم العسكر بغزة، ولا نائب الكرك، لأن رتبته في المكاتبة أعلى منهما؛ فإنها نظير مكاتبة نائب طرابلس وحماة وصفد.
الثاني: المطلقات المصغرة؛ وفي كلها يكتب: (مثالنا هذا إلى كل واقف عليه من المجالس السامية، الأمراء، الأجلاء، الأكابر، المجاهدين، المؤيدين، الأنصار، الغزاة، الأنجاد، الأمجاد، أمجاد الإسلام، أشراف الأمراء، أعوان الدولة، عدد الملوك والسلاطين: الولاة، والنواب، والشادين، والمتصرفين بالوجه الفلاني، أو بالديار المصرية، أو بالبلاد الشامية، أو بالبلاد الفلانية، أو بالديار المصرية والبلاد الشامية وسائر الممالك الإسلامية. وقد يزاد في هذا لمقتضيه: (والتغور والحصون والأطراف المحروسة).
فإذا كان إلى الممالك الإسلامية قيل: (بالديار المصرية، والبلاد الشامية، وسائر الممالك الإسلامية المحروسة، وما جاورها من البلاد الشرقية، والممالك القانية).
وقد يكون إلى جهة الروم فيقال: (وما جاورها من البلاد الرومية وما يليها).
فأما إذا كان إلى بعض أولياء الدولة نظر: فإذا كان إلى عامة أمراء دمشق قيل:
(صدرت هذه المكاتبة إلى المجالس العالية الأمراء) وبقية الألقاب من نسبة ما يكتب للمجلس العالي. فإذا انتهى إلى أعضاء الملوك والسلاطين، أو عضد الملوك والسلاطين- ويجوز إطلاق هذا الإفراد على الجمع- قال: (جماعة الأمراء مقدمي الألوف، وأمراء الطبلخانات، وسائر مجالس الأمراء أمراء العشرات، ومقدمي الحلقة المنصورة).
فأما ما يكون لأمراء حلب أو غيرها من الممالك (فبالسامية).
وإن كان لأمراء العربان أو التركمان أو الأكراد كتب على عادة المطلقات (بالسامية) وكتب بعد (عدد الملوك والسلاطين): (الجماعة الفلانية) أو غير ذلك مما يقتضي التعريف بمن كتب إليه.
ثم بعد (التعريف) في المطلقات: (الدعاء)، ثم الإفضاء إلى الكلام.
وفي آخر المطلقات يتعين أن يقال: (فليعلموا ذلك ويعتمدوه بعد الخط الشريف أعلاه) أو (وسبيل كل واقف عليه العمل به بعد الخط الشريف أعلاه).
وعنوان المطلقات مخالف لعنوان الكتب المفردة للآحاد: فإن تلك في ظاهر الورق، وهذه في باطن الورق، فوق وصلين أو ثلاثة، فوق البسملة، إذ كانت لا تختم. ويقال فيها: (مثال كريم مطلق إلى الولاة والنواب) أو غير ذلك من نحو ما في الصدر، ويضمن العنوان ملخص ما فيه، ثم يقال: (على ما شرح فيه) أو (حسبما شرح فيه).
وجميع المطلقات لا تختم، اللهم إلا بعض ما هو لأولياء الدولة، إذا كان في سر يكتم ولا يراد إظهاره إلا عند الوقوف عليه، فيختم على عادة الكتب، فاعلم ذلك.

.وأما ترجمة العلامة بالقلم الشريف:

فنقول: أكثر من يكتب إليه من الأمراء ومماليك البيت الشريف فترجمته بالخط الشريف: (والده)، ومن دون ذلك (الاسم الشريف).
وأما الغرباء: كملوك المسلمين، والعربان، وأكابر القضاة، وأهل الصلاح، والأكابر فترجمته بالخط الشريف: (أخوه) ومن دون ذلك: (الاسم الشريف). والترجمة على التواقيع الشريفة مطلقا: (الاسم الشريف)، وعلى المناشير مطلقا: (العلامة الشريفة)، وعلى شواهد ما يكتب ما صورته: (يكتب).
ويكتب لكبار ملوك الإسلام (الطغرا) فوق البسملة وهي: (السلطان الملك الفلاني، فلان الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، ملك البسيطة) بألقاب طوال، ذهب، مزدوجة، سطر واحد. ويكتب الاسم بين الألقاب: قاطع ومقطوع، وتحته: (خلد الله سلطانه).
وأما جميع ملوك الكفار فإن الكتب التي تكتب إليهم لا يشملها الخط الشريف بالجملة الكافية، وإنما يكتب فوق البسملة في الكتاب- بخط الكاتب عوض العلامة الشريفة- أسطر قصيرة ببياض من الجانبين ما صورته، وتسمى الطغرا أيضا:
من السلطان الأعظم، الملك الفلاني، العالم، العادل، المجاهد، المرابط، المثاغر، المؤيد، المظفر، المنصور، الشاهنشاه، فلان الدنيا والدين، سلطان الإسلام، والمسلمين، محيي العدل في العالمين، وارث الملك، ملك العرب والعجم والترك، ظل الله في أرضه، القائم بسننه وفرضه، إسكندر الزمان، مملك أصحاب المنابر والأسرة والتخوت والتيجان، واهب الأقاليم والأمصار، مبيد الطغاة والبغاة والكفار، حامي الحرمين، خادم القبلتين، جامع كلمة الإيمان، ناشر لواء العدل والإحسان، سيد ملوك الزمان، إمام المتقين، قسيم أمير المؤمنين، أبي فلان، فلان ابن السلطان الشهيد الملك الناصر، والد الملوك والسلاطين، أبي المعالي محمد، خلد الله سلطانه ونصر جنوده وجيوشه وأعوانه.